فصل: الآيات (16 - 19)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


*2*47 -  سورة محمد مدنية وآياتها ثمان وثلاثون

*3*  مقدمة سورة محمد

بسم الله الرحمن الرحيم

أخرج ابن ضريس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ أنزلت سورة القتال بالمدينة

وأخرج النحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ نزلت سورة محمد بالمدينة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال‏:‏ نزلت بالمدينة سورة ‏{‏الذين كفروا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن علي قال‏:‏ سورة محمد آية فينا وآية في بني أمية‏.‏

وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهم في المغرب ‏{‏الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله‏}‏‏.‏

*3* التفسير

 الآيات 1 - 3

أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ‏{‏الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم‏}‏ قال‏:‏ هم أهل مكة قريش نزلت فيهم ‏{‏والذين آمنوا وعملوا الصالحات‏}‏ قال‏:‏ هم أهل المدينة الأنصار ‏{‏وأصلح بالهم‏}‏ قال‏:‏ أمرهم‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ‏{‏أضل أعمالهم‏}‏ قال‏:‏ كانت لهم أعمال فاضلة لا يقبل الله مع الكفر عملا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ‏{‏وأصلح بالهم‏}‏ قال‏:‏ أصلح حالهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ‏{‏وأصلح بالهم‏}‏ قال‏:‏ شأنهم‏.‏ وفي قوله ‏{‏ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل‏}‏ قال‏:‏ الشيطان‏.‏

 الآيات 4 - 6

أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ‏{‏فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب‏}‏ قال‏:‏ مشركي العرب، يقول ‏{‏فضرب الرقاب‏}‏ قال‏:‏ حتى يقولوا لا إله إلا الله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله ‏{‏حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق‏}‏ قال‏:‏ لا تأسروهم ولا تفادوهم حتى تثخنوهم بالسيف‏.‏

وأخرج النحاس عن ابن عباس في قوله ‏{‏فإما منا بعد وإما فداء‏}‏ قال‏:‏ فجعل النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالخيار في الأسرى إن شاؤوا قتلوهم، وإن شاؤوا استعبدوهم، وإن شاؤوا فادوهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ‏{‏فإما منا بعد وإما فداء‏}‏ قال‏:‏ هذا منسوخ نسختها ‏(‏فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين‏)‏ ‏(‏التوبة، الآية 5‏)‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فإما منا بعد وإما فداء‏}‏ قال‏:‏ فرخص لهم أن يمنوا على من شاؤوا منهم، نسخ الله ذلك بعد في براءة فقال‏:‏ ‏(‏فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم‏)‏ ‏(‏التوبة، الآية 5‏)‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فإما منا بعد وإما فداء‏}‏ قال‏:‏ كان المسلمون إذا لقوا المشركين قاتلوهم، فإذا أسروا منهم أسيرا فليس لهم إلا أن يفادوه أو يمنوا عليه، ثم نسخ ذلك بعد ‏(‏فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم‏)‏ ‏(‏الأنفال 57‏)‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك ومجاهد في قوله ‏{‏فإما منا بعد وإما فداء‏}‏ قالا‏:‏ نسختها ‏(‏فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم‏)‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن السدي مثله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم فأدى رجلين من أصحابه برجلين من المشركين أسروا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن أشعث قال‏:‏ سألت الحسن وعطاء عن قوله ‏{‏فإما منا بعد وإما فداء‏}‏ قال‏:‏ أحدهما يمن عليه أو لا يفادى وقال الآخر‏:‏ يصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم يمن عليه أو لا يفادى‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ أتى الحجاج بأسارى، فدفع إلى ابن عمر رضي الله عنهما رجلا يقتله فقال ابن عمر‏:‏ ليست بهذا أمرنا إنما قال الله ‏{‏حتى إذا أثخثنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه والبيهقي في سننه عن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما أعتق ولد زنية وقال‏:‏ قد أمرنا الله ورسوله أن نمن على من هو شر منه قال الله ‏{‏فإما منا بعد وإما فداء‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر وابن مردويه عن ليث رضي الله عنه قال‏:‏ قلت لمجاهد‏:‏ بلغني أن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لا يحل قتل الأسارى لأن الله تعالى قال ‏{‏فإما منا بعد وإما فداء‏}‏ فقال مجاهد‏:‏ لا تعبأ بهذا شيئا أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلهم ينكر هذا، ويقول‏:‏ هذه منسوخة، إنما كانت في الهدنة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين، فأما اليوم فلا يقول الله ‏(‏فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم‏)‏ ويقول ‏{‏فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب‏}‏ فإن كانوا من مشركي العرب لم يقبل منهم شيء إلا الإسلام فإن لم يسلموا فالقتل، وأما من سواهم فإنهم إذا أسروا فالمسلمون فيهم بالخيار إن شاؤوا قتلوهم وإن شاؤوا استحيوهم وإن شاؤوا فادوهم إذا لم يتحولوا عن دينهم فإن أظهروا الإسلام لم يفادوا ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الصغير والمرأة والشيخ الفاني‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ نسخت ‏(‏فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم‏)‏ ‏(‏النساء 89‏)‏ ما كان قبل ذلك من فداء أو من‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عطاء رضي الله عنه أنه كان يكره قتل أهل الشرك صبرا ويتلو ‏{‏فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء‏}‏ ثم نسختها ‏{‏فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم‏}‏ ونزلت زعموا في العرب خاصة وقتل النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن أبي معيط ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ يوم بدر صبرا‏.‏

وأخرج عبد الرزاق عن أيوب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الوصفاء والعسفاء‏.‏

وأخرج عبد الرزاق عن الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه قال‏:‏ نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والولدان إلا من عدا منهم بالسيف‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن القاسم بن عبد الرحمن رضي الله عنه قال‏:‏ بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فطلبوا رجلا فصعد شجرة فأحرقوها بالنار فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه بذلك فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ إني لم أبعث أعذب بعذاب الله، إنما بعثت بضرب الرقاب وشد الوثاق‏.‏

أما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏حتى تضع الحرب أوزارها‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏حتى تضع الحرب أوزارها‏}‏ قال‏:‏ حتى لا يكون شرك‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه ‏{‏حتى تضع الحرب أوزارها‏}‏ قال‏:‏ حتى يعبد الله ولا يشرك به‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏حتى تضع الحرب أوزارها‏}‏ قال‏:‏ حتى يخرج عيسى بن مريم عليه السلام فيسلم كل يهودي ونصراني وصاحب ملة، وتأمن الشاة من الذئب ولا تقرض فأرة جرابا، وتذهب العداوة من الناس كلها، ذلك ظهور الإسلام على الدين كله، وينعم الرجل المسلم حتى تقطر رجله دما إذا وضعها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يوشك من عاش منكم أن يلقى عيسى بن مريم إماما مهديا وحكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير وتوضع الجزية وتضع الحرب أوزارها‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه ‏{‏حتى تضع الحرب أوزارها‏}‏ قال‏:‏ خروج عيسى بن مريم عليه السلام‏.‏

وأخرج ابن سعد وأحمد والنسائي والبغوي والطبراني وابن مردويه عن سلمة بن نفيل رضي الله عنه قال‏:‏ بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله‏:‏ إن الخيل قد سيبت ووضع السلاح وزعم أقوام أن لا قتال وأن قد وضعت الحرب أوزارها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ كذبوا فالآن جاء القتال، ولا تزال طائفة من أمتي يقاتلون في سبيل الله لا يضرهم من خالفهم يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منهم ويقاتلون حتى تقوم الساعة، ولا تزال الخيل معقودا في نواصيها الخير، حتى تقوم الساعة، ولا تضع الحرب أوزارها حتى يخرج يأجوج ومأجوج‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال‏:‏ فتح لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتح فقلت يا رسول الله اليوم ألقى الإسلام بجرانه، ووضعت الحرب أوزارها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن دون أن تضع الحرب أوزارها خلالا ستا أولهن موتى ثم فتح بيت المقدس ثم فئتان من أمتي دعواهم واحدة يقتل بعضهم بعضا ويفيض المال حتى يعطي الرجل المائة دينار فيتسخط وموت يكون كقعاص الغنم، وغلام من بني الأصفر ينبت في اليوم كنبات الشهر وفي الشهر كنبات السنة، فيرغب فيه قومه فيملكونه يقولون نرجو أن ير بك علينا ملكنا فيجمع جمعا عظيما ثم يسير حتى يكون فيما بين العريش وأنطاكية، وأميركم يومئذ نعم الأمير فيقول لأصحابه‏:‏ ما ترون فيقولون نقاتلهم حتى يحكم الله بيننا وبينهم فيقول لا أرى ذلك نحرز ذرارينا وعيالنا ونخلي بينهم وبين الأرض ثم نغزوهم وقد أحرزنا ذرارينا فيسيرون فيخلون بينهم وبين أرضهم حتى يأتوا مدينتي هذه فيستهدون أهل الإسلام فيهدونهم ثم يقول لا ينتدبن معي إلا من يهب نفسه لله حتى نلقاهم فنقاتل حتى يحكم الله بيني وبينهم فينتدب معه سبعون ألفا ويزيدون على ذلك فيقول حسبي سبعون ألفا لا تحملهم الأرض وفيهم عين لعدوهم فيأتيهم فيخبرهم بالذي كان، فيسيرون إليهم حتى إذا التقوا سألوا أن يخلي بينهم وبين من كان بينهم وبينه نسب فيدعونهم فيقولون ما ترون فيما يقولون فيقول‏:‏ ما أنتم بأحق بقتالهم ولا أبعد منهم، فيقول‏:‏ فعندكم فأكسروا أغمادكم فيسل الله سيفه عليهم فيقتل منهم الثلثان، ويقر في السفن الثلث، وصاحبهم فيهم، حتى إذا تراءت لهم جبالهم بعث الله عليهم ريحا فردتهم إلى مراسيهم من الشام فأخذوا فذبحوا عند أرجل سفنهم عند الساحل، فيومئذ تضع الحرب أوزارها‏"‏‏.‏

أما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم‏}‏‏.‏

أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏ذلك ولو يشاء لانتصر منهم‏}‏ قال‏:‏ أي والله بجنوده الكثيرة كل خلقه له جند فلو سلط أضعف خلقه لكان له جندا‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ذلك ‏{‏ولو يشاء الله لانتصر منهم‏}‏ قال‏:‏ لأرسل عليهم ملكا فدمر عليهم، وفي قوله ‏{‏والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم‏}‏ قال‏:‏ نزلت فيمن قتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ ‏"‏والذين قاتلوا‏"‏ بالألف‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في يوم أحد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب، وقد فشت فيهم الجراحات والقتل، وقد نادى المشركون يومئذ‏:‏ أعل هبل، ونادى المسلمون الله أعلى وأجل، ففادى المشركون يوم بيوم بدر، وإن الحرب سجال لنا عزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قولوا الله مولانا ولا مولى لكم إن القتلى مختلفة أما قتلانا فأحياء يرزقون، وأما قتلاكم ففي النار يعذبون‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏ويدخلهم الجنة عرفها لهم‏}‏ قال‏:‏ يهدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم وحيث قسم الله لهم منها لا يخطئون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا لا يستدلون عليها أحدا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏عرفها لهم‏}‏ قال‏:‏ عرفهم منازلهم فيها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله ‏{‏ويدخلهم الجنة عرفها لهم‏}‏ قال‏:‏ بلغنا أن الملك الذي كان وكل بحفظ عمله في الدنيا يمشي بين يديه في الجنة ويتبعه ابن آدم حتى يأتي أقصى منزل هو له فيعرفه كل شيء أعطاه الله في الجنة فإذا انتهى إلى أقصى منزله في الجنة دخل إلى منزله وأزواجه وانصرف الملك عنه‏.‏

 الآيات 7 - 11

أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ‏{‏إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم‏}‏ قال‏:‏ على نصره‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏إن تنصروا الله ينصركم‏}‏ قال‏:‏ حق على الله أن يعطي من سأله، وأن ينصر من نصره ‏{‏والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم‏}‏ قال‏:‏ أما الأولى ففي الكفار الذين قتل الله يوم بدر، وأما الأخرى ففي الكفار عامة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن عمرو بن ميمون رضي الله عنه‏:‏ ‏{‏ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله‏}‏ قال‏:‏ كرهوا الفرائض‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم‏}‏ قال‏:‏ أهلكهم الله بألوان العذاب بأن يتفكر متفكر ويتذكر متذكر ويرجع راجع، فضرب الأمثال وبعث الرسل ليعقلوا عن الله أمره‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏وللكافرين أمثالها‏}‏ قال‏:‏ لكفار قومك يا محمد مثل ما دمرت به القرى فأهلكوا بالسيف‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ‏{‏وللكافرين أمثالها‏}‏ قال‏:‏ مثل ما دمرت به القرون الأولى وعيد من الله تعالى لهم، وفي قوله ‏{‏ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا‏}‏ قال‏:‏ وليهم الله‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا‏}‏ قال‏:‏ ليس لهم مولى غيره‏.‏

 الآيات 12 - 14

أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام‏}‏ قال‏:‏ لا يلتفت إلى آخرته‏.‏

قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وكأين من قربة‏}‏ الآيتين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة إلى الغار التفت إلى مكة وقال‏:‏ أنت أحب بلاد الله إلى الله وأنت أحب بلاد الله إلي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك لم أخرج منك فأعتى الأعداء من عدا على الله في حرمه أو قتل غير قاتله أو قتل بذحول أهل الجاهلية‏"‏ فأنزل الله تعالى ‏{‏وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك‏}‏ قال‏:‏ قريته مكة وفي قوله ‏{‏أفمن كان على بينة من ربه‏}‏ قال‏:‏ هو محمد صلى الله عليه وسلم ‏{‏كمن زين له سوء عمله‏}‏ قال‏:‏ هم المشركون‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال‏:‏ كل هوى ضلالة‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن طاوس قال‏:‏ ما ذكر الله هوى في القرآن إلا ذمه‏.‏

 الآية 15

أخرج ابن جريج وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏أنهار من ماء غير آسن‏}‏ قال‏:‏ غير متغير‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏من ماء غير آسن‏}‏ قال‏:‏ غير منتن‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه ‏{‏وأنهار من لبن لم يتغير طعمه‏}‏ قال‏:‏ قال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ لم يحلب‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ‏{‏وأنهار من لبن لم يتغير طعمه‏}‏ قال‏:‏ لم يخرج من بين فرث ودم ‏{‏وأنهار من خمر لذة للشاربين‏}‏ قال‏:‏ لم تدنسه الرجال بأرجلهم ‏{‏وأنهار من عسل مصفى‏}‏ قال‏:‏ لم يخرج من بطون النحل‏.‏

وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه‏:‏ ‏"‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الجنة بحر اللبن وبحر الماء وبحر العسل وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار منها بعد‏"‏‏.‏

وأخرج الحرث بن أبي أسامة في مسنده والبيهقي عن كعب رضي الله عنه قال‏:‏ نهر النيل نهر العسل في الجنة، ونهر دجلة نهر اللبن في الجنة، ونهر الفرات نهر الخمر في الجنة‏.‏ ونهر سيحان نهر الماء في الجنة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن الكلبي رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن‏}‏ الآية قال‏:‏ حدثني أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لما أسرى بي فانطلق بي الملك فانتهى بي إلى نهر الخمر فإذا عليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فقلت للملك‏:‏ أي نهر هذا‏؟‏ فقال‏:‏ هذا نهر دجلة‏.‏ فقلت له‏:‏ إنه ماء قال هو في ماء في الدنيا يسقي الله به من يشاء، وهو في الآخرة خمر لأهل الجنة‏.‏ قال‏:‏ ثم انطلقت مع الملك إلى نهر الرب فقلت للملك‏:‏ أي نهر هذا‏؟‏ قال‏:‏ هو جيحون وهو الماء غير آسن، وهو في الدنيا ماء يسقي الله به من يشاء، وهو في الآخرة ماء غير آسن، ثم انطلق بي فأبلغني نهر اللبن الذي يلي القبلة، فقلت للملك‏:‏ أي نهر هذا‏؟‏ قال‏:‏ هذا نهر الفرات، فقلت‏:‏ هو ماء‏.‏ قال‏:‏ هو ماء يسقي الله به من يشاء في الدنيا، وهو لبن في الآخرة لذرية المؤمنين الذين رضي الله عنهم وعن آبائهم، ثم انطلق بي فأبلغني نهر العسل الذي يخرج من جانب المدينة، فقلت للملك الذي أرسل معي‏:‏ أي نهر هذا‏؟‏ قال‏:‏ هذا نهر مصر‏.‏ قلت‏:‏ هو ماء‏.‏ قال‏:‏ هو ماء يسقي الله به من يشاء في الدنيا وهو في الآخرة عسل لأهل الجنة‏"‏ ‏{‏ولهم فيها من كل الثمرات‏}‏ يقول‏:‏ في الجنة ‏{‏ومغفرة من ربهم‏}‏ يقول‏:‏ لذنوبهم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي وائل رضي الله عنه قال‏:‏ جاء رجل يقال له نهيك بن سنان إلى ابن مسعود رضي الله عنه فقال‏:‏ يا أبا عبد الرحمن كيف تقرأ هذا الحرف‏؟‏ أياء تجده أم ألفا‏؟‏ من ماء غير ياسن أو من ماء غير آسن‏؟‏ فقال له عبد الله رضي الله عنه‏:‏ وكل القرآن أحصيت غير هذا‏؟‏ فقال إني لأقرأ المفصل في ركعة‏.‏ قال‏:‏ هذا كهذا الشعر إن قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن القرآن إذا وقع في القلب فرسخ نفع، إني لأعرف النظائر التي كان يقرأ بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج ابن جرير عن سعد بن طريف رضي الله عنه قال‏:‏ سألت أبا إسحق رضي الله عنه عن ‏{‏ماء غير آسن‏}‏ قال‏:‏ سألت عنها الحارث فحدثني أن الماء الذي غير آسن تسنيم، قال‏:‏ بلغني أنه لا تمسه يد وأنه يجيء الماء هكذا حتى يدخل فمه والله تعالى أعلم‏.‏

 الآيات 16 - 19

أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال‏:‏ كان المؤمنون والمنافقون يجتمعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيستمع المؤمنون منه ما يقول ويعونه، ويسمعه المنافقون فلا يعونه، فإذا أخرجوا سألوا المؤمنين ماذا قال آنفا‏؟‏ فنزلت ‏{‏ومنهم من يستمع إليك‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال‏:‏ كانوا يدخلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا خرجوا من عنده قالوا لابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ ماذا قال آنفا‏؟‏ فيقول‏:‏ كذا وكذا‏.‏ وكان ابن عباس رضي الله عنهما من الذين أوتوا العلم‏.‏

وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا‏}‏ قال‏:‏ أنا منهم، ولقد سئلت‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ومنهم من يستمع إليك‏}‏ قال‏:‏ هؤلاء المنافقون دخل رجلان، فرجل عقل عن الله وانتفع بما يسمع ورجل لم يعقل عن الله ولم يعه ولم ينتفع به‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن عساكر عن ابن بريدة رضي الله عنه ‏{‏قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا‏}‏ قال‏:‏ هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه‏.‏

وأخرج ابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه‏.‏

قوله تعالى‏:‏ ‏{‏والذين اهتدوا‏}‏ الآية‏.‏

أخرج ابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن عكرمة رضي الله عنه أن ناسا من أهل الكتاب آمنوا برسلهم وصدقوهم، وآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث، فلما بعث كفروا به فذلك قوله ‏{‏فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم‏}‏ وكان قوم من أهل الكتاب آمنوا برسلهم وبمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث، فلما بعث آمنوا به فذلك قوله ‏{‏والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم‏}‏ قال‏:‏ لما أنزل القرآن آمنوا به فكان هدى فلما تبين الناسخ من المنسوخ زادهم هدى‏.‏

أما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها‏}‏‏.‏

أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فقد جاء أشراطها‏}‏ قال‏:‏ دنت الساعة‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏فقد جاء أشراطها‏}‏ قال‏:‏ أول الساعات‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏فقد جاء أشراطها‏}‏ قال‏:‏ محمد صلى الله عليه وسلم من أشراطها‏.‏

وأخرج البخاري عن سهل بن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ ‏"‏رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بأصبعه هكذا الوسطى والتي تليها بعثت أنا والساعة كهاتين‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن سعيد بن أبي عروبة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها‏}‏ قال‏:‏ كان قتادة رضي الله عنه يقول‏:‏ قد دنت الساعة ودنا منكم فداء ودنا من الله فراغ للعباد، قال قتادة رضي الله عنه وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه بعد العصر حتى كادت الشمس تغرب ولم يبق منها إلا أسف أي شيء قال‏:‏ ‏"‏والذي نفس محمد بيده ما مثل ما مضى من الدنيا فيما بقي منها إلا مثل ما مضى من يومكم هذا فيما بقي منه وما بقي منه إلا اليسير‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد عن بريدة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏بعثت أنا والساعة جميعا إن كادت تسبقني‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏بعثت أنا والساعة كهاتين‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي جبيرة بن الضحاك رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏بعثت في سم الساعة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون على خمسين امرأة قيم واحد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن ماجة وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بارزا للناس، فأتاه رجل فقال‏:‏ يا رسول الله متى الساعة‏؟‏ فقال‏:‏ ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها، إذا ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها وإذا كانت الحفاة العراة رعاء الشاء رؤوس الناس فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رعاء الغنم في البنيان فذاك من أشراطها‏.‏

وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ متى الساعة‏؟‏ فقال‏:‏ إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة‏.‏ قال ‏"‏ يا رسول الله وكيف إضاعتها‏؟‏ قال‏:‏ إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ أتى رجل فقال يا رسول الله متى الساعة‏؟‏ قال‏:‏ ما السائل بأعلم من المسؤول‏.‏ قال‏:‏ فلو علمتنا أشراطها‏.‏ قال‏:‏ تقارب الأسواق‏.‏ قلت‏:‏ وما تقارب الأسواق‏؟‏ قال‏:‏ أن يشكو الناس بعضهم إلى بعض قلة إصابتهم، ويكثر ولد البغي وتفشوا الغيبة، ويعظم رب المال، وترتفع أصوات الفساق في المساجد، ويظهر أهل المنكر، ويظهر البغاء‏.‏

وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من أشراط الساعة سوء الجوار وقطيعة الأرحام وأن يعطل السيف من الجهاد وأن ينتحل الدنيا بالدين‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن من أشراط الساعة أن يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لن تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكع‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري وابن ماجة عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة‏"‏‏.‏

وأخرج النسائي عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن من أشراط الساعة أن يقبض العلم ويفشو المال وتفشو التجارة ويظهر القلم‏"‏ قال عمرو فإن كان هذا الرجل ليبيع البيع فيقول حتى أستأمر تاجر بني فلان ويلتمس في الحواء العظيم الكاتب فلا يوجد‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن ماجة عن ابن مسعود رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏يكون بين يدي الساعة أيام فيرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل ويكثر فيها الهرج‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد الله بن ربيب الجندي رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا أبا الوليد يا عبادة بن الصامت إذا رأيت الصدقة كتمت وغلت واستؤجر في الغزو، وعمر الخراب، وخرب العامر، والرجل يتمرس بأمانته كما يتمرس البعير بالشجرة، فإنك والساعة كهاتين‏"‏ وأشار بأصبعه السبابة والتي تليها‏.‏

وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والترمذي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فيكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كالضرمة بالنار‏)‏‏.‏

وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كاحتراق السعفة‏"‏‏.‏

وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى يقتل فئتان عظيمتان يكون بينهم مقتلة عظيمة دعواهما واحدة وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل، وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه لا أرب لي به، وحتى يتطاول الناس في البنيان، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه، وحتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، وذلك حين لا ينفع إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا‏.‏ ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبا بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقى به، ولتقومن الساعة وقد رفعت أكلته إلى فيه فلا يطعمها‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن الله لا يحب الفاحش ولا المتفحش، والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وسوء الجوار وقطيعة الأرحام، وحتى يخون الأمين ويؤتمن الخائن‏.‏ ثم قال‏:‏ إنما مثل المؤمن مثل النخلة وقعت فأكلت طيبا ولم تفسد ولم تكسر، ومثل المؤمن كمثل القطعة الذهب الأحمر أدخلت النار فنفخ عليها ولم تتغير ووزنت فلم تنقص‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرا عاما ولا تنبت الأرض شيئا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن جابر رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏بين يدي الساعة كذابون منهم صاحب اليمامة وصاحب صنعاء العنسي، ومنهم صاحب حمير، ومنهم الدجال وهو أعظمهم فتنة‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏بين يدي الساعة قريب من ثلاثين دجالين كلهم يقول أنا نبي أنا نبي‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏سيكون في أمتي دجالون كذابون يأتونكم ببدع من الحديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والطبراني عن ابن عمر‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ليكونن قبل يوم القيامة المسيح الدجال وكذابون ثلاثون أو أكثر‏"‏‏.‏

وأخرج أبو يعلى عن ابن عمر‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن في أمتي لنيفا وسبعين داعيا كلهم داع إلى النار لو أشاء لأنبأتكم بأسمائهم وقبائلهم‏"‏‏.‏

وأخرج أبو يعلى عن أبي الجلاس قال‏:‏ سمعت عليا رضي الله عنه يقول لعبد الله السبائي، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا‏"‏ وإنك لأحدهم‏.‏

وأخرج أبو يعلى عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يكون قبل خروج الدجال ينيف على سبعين دجالا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه أن بين يدي الساعة لستا وسبعين دجالا‏.‏

وأخرج أحمد والبزار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى تمطر السماء مطرا لا يكن منه بيوت المدر ولا يكن منه إلا بيوت الشعر‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي في البعث والنشور عن الحسن قال‏:‏ قال ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ علي خرجت في طلب العلم فقدمت الكوفة فإذا أنا بعبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقلت يا أبا عبد الرحمن‏:‏ هل للساعة من علم تعرب به‏؟‏ قال‏:‏ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال‏:‏ ‏"‏إن من أشراط الساعة أن يكون الولد غيظا والمطر قيظا، وتفيض الأشرار فيضا، ويصدق الكاذب، ويؤتمن الخائن، ويخون الأمين، ويسود كل قبيلة وكل سوق فجارهم، وتزخرف المحاريب، وتخرب القلوب ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، ويخرب عمران الدنيا، ويعمر خرابها، وتظهر الفتنة، وأكل الربا وتظهر المعازف والكنوز وشرب الخمر، ويكثر الشرط والغمازون والهمازون‏"‏‏.‏

‏(‏يتبع‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏

‏(‏تابع‏.‏‏.‏‏.‏ 1‏)‏‏:‏ الآيات 16 - 19‏.‏‏.‏‏.‏ ‏.‏‏.‏‏.‏

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة، إذ رأيتم الناس أماتوا الصلاة وأضاعوا الأمانة وأكلوا الربا واستحلوا الكذب واستخفوا بالدماء واستعلوا البناء وباعوا الدين بالدنيا وتقطعت الأرحام ويكون الحكم ضعفا والكذب صدقا والحرير لباسا، وظهر الجور وكثرة الطلاق وموت الفجاءة وائتمن الخائن وخون الأمين وصدق الكاذب وكذب الصادق وكثر القذف وكان المطر قيظا والولد غيظا وفاض اللئام فيضا، وغاض الكرام غيضا، وكان الأمراء والوزراء كذبة والأمناء خونة والعرفاء ظلمة والقراء فسقة إذا لبسوا مسوك الضأن قلوبهم أنتن من الجيف وأمر من الصبر يغشيهم الله تعالى فتنة يتهاركون ‏(‏يتهاركون‏:‏ يمشون باختيال وبطئ‏)‏ فيها تهارك اليهود الظلمة وتظهر الصفراء يعني الدنانير، وتطلب البيضاء وتكثر الخطايا ويقل الأمن، وحليت المصاحف وصورت المساجد وطولت المنائر وخربت القلوب وشربت الخمور وعطلت الحدود، وولدت الأمة ربتها، وترى الحفاة العراة قد صاروا ملوكا، وشاركت المرأة زوجها في التجارة، وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وحلف بغير الله، وشهد المؤمن من غير أن يستشهد، وسلم للمعرفة، وتفقه لغير دين الله، وطلب الدنيا بعمل الآخرة، واتخذ المغنم دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما، وكان زعيم القوم أرذلهم، وعق الرجل أباه وجفا أمه وضر صديقه وأطاع امرأته، وعلت أصوات الفسقة في المساجد، واتخذ القينات والمعازف، وشربت الخمور في الطرق، واتخذ الظلم فخرا وبيع الحكم، وكثرت الشرط، واتخذ القرآن مزامير وجلود السباع خفافا، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وخسفا ومسخا وقذفا وآيات‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه أنهم سألوا متى الساعة فقال‏:‏ لقد سألتموني عن أمر ما يعلمه جبريل ولا ميكائيل، ولكن إن شئتم أنبأتكم بأشياء إذا كانت لم يكن للساعة كثير لبث إذا كانت الألسن لينة والقلوب جنادل ورغب الناس في الدنيا وظهر البناء على وجه الأرض، واختلف الأخوان فصار هواهما شتى، وبيع حكم الله بيعا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال‏:‏ إن من اقتراب الساعة أن يظهر البناء على وجه الأرض، وأن تقطع الأرحام، وأن يؤذي الجار جاره‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ إن من أشراط الساعة أن يظهر الفحش والتفحش وسوء الخلق وسوء الجوار‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر بن العاص قال‏:‏ إن من أشراط الساعة أن يظهر القول ويخزن العمل ويرتفع الأشرار ويوضع الأخيار ويقرأ المثاني عليهم فلا يعيها أحد منهم‏.‏ قلت‏:‏ ما المثاني‏؟‏ قال‏:‏ كل كتاب سوى كتاب الله‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن رجاء بن حيوة قال‏:‏ لا تقوم الساعة حتى لا تحمل النخلة إلا تمرة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن قيس قال‏:‏ لا تقوم الساعة حتى تقوم رأس البقرة بالأوقية‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن الوداك قال‏:‏ من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال ابن ليلتين‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال ابن ليلتين‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال‏:‏ إن بين يدي الساعة أياما ينزل فيها الجهل ويرفع العلم حتى يقوم الرجل إلى أمه فيكربها بالسيف من الجهل‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر قال‏:‏ يأتي على الناس زمان يجتمعون ويصلون في المساجد وليس فيهم مؤمن‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال‏:‏ لا تقوم الساعة حتى يصير العلم جهلا والجهل علما‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ ليأتين على الناس زمان يجد النسوة نعلا ملقى على الطريق فيقول بعضهن لبعض قد كانت هذه النعلة مرة لرجل‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار عن علي رضي الله عنه قال‏:‏ قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ متى الساعة‏؟‏ فزبره رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا صلى الفجر رفع رأسه إلى السماء فقال‏:‏ ‏"‏تبارك خالقها ورافعها ومبدلها وطاويها كطي السجل للكتاب‏"‏ ثم تطلع إلى الأرض فقال ‏"‏تبارك خالقها وواضعها ومبدلها وطاويها كطي السجل للكتاب‏"‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏أين السائل عن الساعة‏؟‏ ‏"‏ فجثا رجل من آخر القوم على ركبتيه فإذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏عند حيف الأئمة، وتكذيب بالقدر، وإيمان بالنجوم، وقوم يتخذون الأمانة مغنما والزكاة مغرما والفاحشة زيارة‏"‏ فسألته عن الفاحشة زيارة، فقال‏:‏ ‏"‏الرجلان من أهل الفسق يصنع أحدهما طعاما وشرابا ويأتيه بالمرأة فيقول اصنعي لي كما صنعت فيتزاورون على ذلك قال‏:‏ فعند ذلك هلكت أمتي يا ابن الخطاب‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة، وحتى تتخذ المساجد طرقا لا يسجد لله فيها حتى يجاوز، وحتى يبعث الغلام بالشيخ بريدا بين الأفقين، وحتى ينطلق الفاجر إلى الأرض النامية فلا يجد فضلا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ثم أخذ بحلقة باب الكعبة قال‏:‏ أيها الناس ألا أخبركم بأشراط الساعة‏؟‏ فقام إليه سلمان رضي الله عنه فقال‏:‏ أخبرنا فداك أبي وأمي يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ إن من أشراط الساعة إضاعة الصلاة، والميل مع الهوى، وتعظيم رب المال‏.‏ فقال سلمان‏:‏ ويكون هذا يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ نعم والذي نفس محمد بيده، فعند ذلك يا سلمان تكون الزكاة مغرما والفيء مغنما، ويصدق الكاذب، ويكذب الصادق، ويؤتمن الخائن، ويخون الأمين، ويتكلم الرويبضة‏.‏ قال‏:‏ وما الرويبضة‏؟‏ قال‏:‏ يتكلم في الناس من لم يتكلم، وينكر الحق تسعة أعشارهم، ويذهب الإسلام فلا يبقى إلا اسمه، ويذهب القرآن فلا يبقى إلا رسمه، وتحلى المصاحف بالذهب وتتسمن ذكور أمتي وتكون المشورة للإماء ويخطب على المنابر الصبيان وتكون المخاطبة للنساء، فعند ذلك تزخرف المساجد كما تزخرف الكنائس والبيع، وتطول المنائر وتكثر الصفوف، مع قلوب متباغضة وألسن مختلفة وأهواء جمة‏.‏ قال سلمان‏:‏ ويكون ذلك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ نعم والذي نفس محمد بيده، عند ذلك يا سلمان يكون المؤمن فيهم أذل من الأمة يذوب قلبه في جوفه كما يذوب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره، ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية البكر، فعند ذلك يا سلمان يكون أمراء فسقة ووزراء فجرة وأمناء خونة يضيعون الصلوات ويتبعون الشهوات، فإن أدركتموهم فصلوا صلاتكم لوقتها‏.‏ عند ذلك يا سلمان يجي سبي من المشرق وسبي من المغرب جثاؤهم جثاء الناس وقلوبهم قلوب الشياطين لا يرحمون صغيرا ولا يوقرون كبيرا، عند ذلك يا سلمان يحج الناس إلى هذا البيت الحرام تحج ملوكهم لهوا وتنزها وأغنياؤهم للتجارة ومساكينهم للمسألة وقراؤهم رياء وسمعة‏.‏ قال‏:‏ ويكون ذلك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ نعم والذي نفسي بيده، عند ذلك يا سلمان يفشوا الكذب ويظهر الكوكب له الذنب، وتشارك المرأة زوجها في التجارة وتتقارب الأسواق‏.‏ قال‏:‏ وما تقاربها‏؟‏ قال‏:‏ كسادها وقلة أرباحها عند ذلك يا سلمان يبعث الله ريحا فيها حيات صفر فتلتقط رؤساء العلماء لما رأوا المنكر فلم يغيروه قال‏:‏ ويكون ذلك يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ نعم والذي بعث محمدا بالحق‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن حذيفة رضي الله عنه قال‏:‏ والله لا تقوم الساعة حتى يلي عليكم من لا يزن عشر بعوضة يوم القيامة‏.‏

وأخرج أحمد وابن ماجة والطبراني عن سلامة بنت الحر قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏يأتي على الناس زمان يقومون ساعة لا يجدون إماما يصلي بهم‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن أيام الدجال سنين خداعة يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، ويتكلم فيها الرويبضة‏.‏ قيل‏:‏ وما الرويبضة‏؟‏ قال‏:‏ الفاسق يتكلم في أمر العامة‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قبل الساعة سنون خداعة يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق بها الرويبضة‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم والبيهقي في البعث والضياء عن بريدة قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن أمتي يسوقها قوم أعراض الوجوه، صغار الأعين كأن وجوههم الحجف ثلاث مرار حتى يلحوقهم بجزيرة العرب‏.‏ أما السابقة الأولى فينجو من هرب منهم وأما الثانية فيهلك بعض وينجو بعض، وأما الثالثة فيصطلمون كلهم من بقي منهم‏.‏ قالوا يا رسول الله‏:‏ من هم‏؟‏ قال‏:‏ هم الترك‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ لا تقوم الساعة حتى يتسافد الناس في الطرق تسافد الحمر، وفي لفظ‏:‏ حتى يتهارجون في الطرق تهارج الحمر فيأتيهم إبليس، فيصرفهم إلى عبادة الأوثان‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين ذلف الأنف كأن وجوههم المجان المطرقة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن حذيفة رضي الله عنه قال‏:‏ إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر كيما أعرفه فأتقيه، قلت يا رسول الله‏:‏ أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله يكون بعده شر‏؟‏ قال‏:‏ نعم قلت‏:‏ فما العصمة من ذلك‏؟‏ قال‏:‏ السيف‏.‏ قلت‏:‏ وهل للسيف من بقية‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قلت‏:‏ ثم ماذا‏؟‏ قال‏:‏ ثم على دخن جماعة على فرية، فإن كان يومئذ لله خليفة ضرب ظهرك وأخذ مالك فأسمع وأطع وإلا فمت عاضا بجذل شجرة، قلت‏:‏ ثم ماذا‏؟‏ قال‏:‏ يخرج الدجال ومعه نهر ونار فمن وقع في ناره وقع وحط وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره‏.‏ قلت‏:‏ ثم ماذا‏؟‏ قال‏:‏ ثم إنما هي قيام الساعة‏.‏

وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم، وصححه عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله، وحتى تمر المرأة بقطعة النعل فتقول‏:‏ قد كان لهذه رجل مرة وحتى يكون الرجل قيم خمسين امرأة، وحتى تمطر السماء ولا تنبت الأرض‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن أنس رضي الله عنه مرفوعا ‏"‏والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة على رجل يقول لا إله إلا الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر‏)‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض أحد لله فيه حاجة، وحتى تؤخذ المرأة نهارا جهارا تنكح وسط الطريق، لا ينكر ذلك أحد، فيكون أمثلهم الذي يقول‏:‏ لو نحيتها عن الطريق قليلا فذاك فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن علباء السلمي مرفوعا‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة إلا على حثالة الناس‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد ومسلم عن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم لا يدركني زمان لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد عن سهل بن سعد الساعدي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم لا يدركني زمان ولا تدركون زمانا لا يتبع فيه العليم ولا يستحيا من الحليم قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى تضطرب اليات نساء دوس على ذي الخلصة، وذو الخلصة طاغية دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر قال‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى تضطرب اليات نساء حول الأصنام‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن من أشراط الساعة أن تعزب‏؟‏‏؟‏ العقول وتنقص الأحلام‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال‏:‏ كان يقال من اقتراب الساعة موت الفجأة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال‏:‏ من أشراط الساعة موت البدار‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية قال‏:‏ كنا نتحدث أنه سيأتي على الناس زمان خير أهله الذي يرى الخير فيجانبه قريبا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في البعث عن طلحة بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن من أشراط الساعة هلاك العرب‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى تتخذ المساجد طرقا وحتى يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة، وحتى تتجر المرأة وزوجها، وحتى تغلو الخيل والنساء ثم ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد والحاكم وصححه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة وقطع الأرحام وفشو القلم وظهور الشهادة بالزور وكتمان شهادة الحق‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه ركعتين، وأن لا يسلم الرجل إلا على من يعرفه، وأن يبرد الصبي الشيخ لفقره، وأن تتطاول الحفاة العراة رعاة الشاء في البنيان‏"‏‏.‏

‏(‏يتبع‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏

‏(‏تابع‏.‏‏.‏‏.‏ 2‏)‏‏:‏ الآيات 16 - 19‏.‏‏.‏‏.‏ ‏.‏‏.‏‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض فيبقى منها عجاج لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد ومسلم والحاكم وصححه عن أبي هريرة‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن طالت بك مدة يوشك أن ترى قوما يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته في أيديهم مثل أذناب البقر‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا يكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر حتى يأتوا أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، العنوهن فإنهن ملعونات لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمتهم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم‏"‏ فقلت لأبي‏:‏ وما المياثر‏؟‏ قال‏:‏ سروج عظام‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبي أمامة مرفوعا‏:‏ ‏"‏يخرج في هذه الأمة في آخر الزمان رجال معهم سياط كأنها أذناب البقر يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته‏"‏‏.‏

وأخرج البزار والحاكم بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏والذي بعثني بالحق لا تنقضي هذه الدنيا حتى يقع بهم الخسف والمسخ والقذف‏.‏ قالوا‏:‏ ومتى ذاك يا نبي الله‏؟‏ قال‏:‏ إذا رأيت النساء ركبن السروج وكثرت القينات وشهد شهادات الزور وشرب المصلون في آنية أهل الشرك الذهب والفضة، واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء فاستبدروا واستعدوا‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني وصححه عن أبي أمامة رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لا يزداد الأمر إلا شدة ولا المال إلا إفاضة، ولا تقوم الساعة إلا على شرار خلقه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والحاكم وصححه عن أبي ذر رضي الله عنه قال‏:‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رجعنا تعجل ناس فدخلوا المدينة، فسأل عنهم النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبر أنهم تعجلوا المدينة، فقال‏:‏ ‏"‏يوشك أن يدعوها أحسن ما كانت ليت شعري متى تخرج نار من جبل الوراق يضيء لها أعناق البخت ببصرى يروها كضوء النهار‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم عن رافع بن بشر السلمي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏تخرج نار من حبس سيل تسير بطيبة تكمن بالليل وتسير بالنهار تغدو وتروح، يقال غدت النار أيها الناس فأغدوا قالت النار أيها الناس فقيلوا راحت النار فروحوا من أدركته أكلته‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم عن أبي البداح بن عاصم الأنصاري رضي الله عنه بسند ضعيف قال‏:‏ سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثان ما قدم فقال‏:‏ أين حبس سيل‏؟‏ قلنا‏:‏ لا ندري فمر بي رجل من بني سليم، فقلت‏:‏ من أين جئت‏؟‏ قال‏:‏ من حبس سيل‏.‏ فأتيت فقلت يا رسول الله‏:‏ إن هذا الرجل يخبر أن أهله بحبس سيل، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ ‏"‏أخر أهلك فإنه يوشك أن تخرج منه نار تضيء أعناق الإبل ببصرى‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى تخرج نار بأرض الحجاز تضيء منها أعناق الإبل ببصرى‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد وصححه، وضعفه الذهبي، عن معاذ بن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا تزال الأمة على شريعة ما لم يظهر فيهم ثلاث‏:‏ ما لم يقبض منهم العلم، ويكثر ولد الخبث، ويظهر فيهم السقارون‏.‏ قالوا‏:‏ وما السقارون‏؟‏ قال‏:‏ بشر يكونون في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة فيصبح القوم فيقولون‏:‏ من صعق البارحة فيقولون‏:‏ صعق فلان وفلان‏"‏‏.‏

وأخرج البزار وأبو يعلى وابن حبان والحاكم وصححه عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم ‏"‏صححه عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يكون في أمتي خليفة يحثي المال حثا لا يعده عدا، ثم قال‏:‏ والذي نفسي بيده ليعودن الأمر كما بدأ ليعودن كل إيمان إلى المدينة كما بدأ بها حتى يكون كل إيمان بالمدينة‏.‏ ثم قال‏:‏ لا يخرج رجل من المدينة رغبة عنها إلا أبدلها الله خيرا منه، وليسمعن ناس برخص من أسعار وزيف فيتبعونه والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو أن أحدهم دخل حجر ضب لدخلتم، وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏سيأتي على أمتي زمان يكثر فيه القراء وتقل الفقهاء ويقل العلم ويكثر الهرج‏.‏ قالوا وما الهرج يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ القتل بينكم‏.‏ ثم يأتي بعد ذلك زمان يقرأ القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم‏.‏ ثم يأتي بعد ذلك زمان يحاول المنافق الكافر المشرك بالله المؤمن بمثل ما يقول‏)‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والحاكم وصححه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنسان، وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبره فخذه بما أحدث أهله من بعده‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال‏:‏ يكون فتنة فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب، ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب، ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب، ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب، ثم تكون الخامسة وهي مجللة تنشق في الأرض كما ينشق الماء‏.‏

وأخرج مسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال‏:‏ والله إني لأعلم الناس بكل فتنة كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما بي أن لا يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلي في ذلك شيئا لم يحدثه غيري، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعد الفتن‏:‏ منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا ومنهن فتن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار قال حذيفة رضي الله عنه‏:‏ فذهب أولئك الرهط غيري‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يكون في هذه الأمة أربع فتن آخرها الغناء‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد وأبو الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل يا رسول الله‏:‏ وما فتنة الأحلاس‏؟‏ قال‏:‏ هي فتنة حرب وهرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه نبي وليس مني إنما أوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع، ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته، حتى إذا قيل انقضت عادت، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فأنظروا الدجال من يومه أو من غده‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يضرب خباءه، ومنا من ينتضل إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ الصلاة جامعة‏.‏ فانتهيت إليه وهو يخطب الناس ويقول‏:‏ ‏"‏أيها الناس إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرا لهم، وينذرهم ما يعلمه شرا لهم، ألا وإن عافية هذه الأمة في أولها وسيصيب آخرها بلاء وفتن يرفق بعضها بعضا، تجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه تهلكني، ثم تنكشف، ثم تجيء فيقول هذه وهذه ثم تجيء فيقول هذه وهذه، ثم تنكشف‏.‏ فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع‏"‏‏.‏

وأخرج ابن خزيمة والحاكم عن العداء بن خالد رضي الله عنه قال‏:‏ كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ قام قومة له كأنه مفزع ثم رجع فقال‏:‏ أحذركم الدجالين الثلاث فقال ابن مسعود رضي الله عنه بأبي أنت وأمي يا رسول الله أخبرتنا عن الدجال الأعور وعن أكذب الكذابين فمن الثالث‏؟‏ قال‏:‏ رجل يخرج في قوم أولهم مثبور وآخرهم مثبور عليهم اللعنة دائبة في فتنة الجارفة وهو الدجال الأكيس يأكل عباد الله قال محمد‏:‏ وهو أبعد الناس من سننه قال الذهبي‏:‏ الحديث منكر بمرة‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن جابر بن سمرة مرفوعا ‏"‏ليفتحن لكم كنوز كسرى‏.‏ الأبيض أو الذي في الأبيض عصابة من المسلمين‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ‏"‏تكون هدة في شهر رمضان توقظ النائم وتفزع اليقظان ثم تظهر عصابة في شوال ثم مقمعة في ذي الحجة تنتهك المحارم ثم يكون موت في صفر، ثم تتنازل القبائل في ربيع ثم العجب كل العجب بين جمادى ورجب، ثم في المحرم ناقة مقتبة خير من دسكرة تقل مائة ألف قال الحاكم‏:‏ غريب المتن، وقال الذهبي‏:‏ موضوع‏.‏

وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم وصححه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏شيطان الردهة يحتدره رجل من بجيلة يقال له الأشهب أو ابن الأشهب راعي الخيل غلامه في القوم الظلمة‏"‏ قال الذهبي ما أبعده من الصحة وأنكره‏!‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أرقم بن يعقوب قال‏:‏ سمعت عبد الله رضي الله عنه يقول‏:‏ كيف أنتم إذا أخرجتم من أرضكم هذه إلى جزيرة العرب ومنابت الشيح‏؟‏ قلت‏:‏ من يخرجنا‏؟‏ قال‏:‏ عدو الله‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه قال‏:‏ كأني أراهم ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ مسر آذان خيلهم وأبطيها بحافتي الفرات‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن معيقيب ونعيم بن حماد عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا ‏"‏لن تفنى أمتي حتى يظهر فيهم التمايز والتمايل والمقامع‏.‏ قلت يا رسول الله‏:‏ ما التمايز‏؟‏ قال‏:‏ عصبية يظهرها الناس بعدي في الإسلام‏.‏ قلت‏:‏ فما التمايل‏؟‏ قال‏:‏ تميل القبيلة على القبيلة فتستحل حرمتها‏.‏ قلت‏:‏ فما المقامع‏؟‏ قال‏:‏ تسير الأحبار بعضها إلى بعض تختلف أعناقها في الحرب‏"‏‏.‏

وأخرج ابن ماجة والحاكم وصححه وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إذا وقعت الملاحم خرج بعث من الموالي من دمشق هم أكرم العرب فرسا وأجودهم سلاحا يؤيد الله بهم هذا الدين‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏:‏ ستكون فتنة تحصل الناس منها كما يحصل الذهب في المعدن فلا تسبوا أهل الشام وسبوا ظلمتهم، فإن فيهم الأبدال، وسيرسل الله سيبا من السماء فيغرقهم حتى لو قاتلهم الثعالب غلبتهم، ثم يبعث الله عند ذلك رجلا من عترة الرسول عليه الصلاة والسلام في إثني عشر ألفا إن قلوا أو خمسة عشر ألفا إن كثروا أمارتهم أن علامتهم أمت أمت على ثلاث رايات يقاتلهم أهل سبع رايات ليس من صاحب راية إلا وهو يطمع في الملك، فيقتلون ويهزمون ثم يظهر الهاشمي فيرد الله على الناس إلفتهم ونعمتهم فيكونون على ذلك حتى يخرج الدجال‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن جبير بن نفير قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لتستصعبن الأرض بأهلها حتى لا يكون على ظهرها أهل بيت مدر ولا وبر وليبتلين آخر هذه الأمة بالرجف فإن تابوا تاب عليهم، وإن عادوا عاد الله عليهم بالرجف والقذف والمسخ والصواعق‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أبشركم بالمهدي يبعثه الله في أمتي على اختلاف من الزمان وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ويرضى عنه ساكنو السماء وساكنو الأرض، يقسم الأرض ضحاحا‏.‏ فقال له رجل‏:‏ ما ضحاحا‏؟‏ قال‏:‏ بالسوية بين الناس، ويملأ قلوب أمة محمد غنى، ويسعهم عدله حتى يأمر مناد ينادي يقول‏:‏ من كانت له في مال حاجة فما يقوم من المسلمين إلا رجل واحد، فيقول‏:‏ أئت السادن يعني الخازن فقل له‏:‏ إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا فيقول له‏:‏ أحث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم، فيقول‏:‏ كنت أجشع أمة محمد نفسا إذ عجز عني ما وسعهم قال‏:‏ فيرد، فلا يقبل منه، فيقال له‏:‏ إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده قال‏:‏ ثم لا خير في الحياة بعده‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد وأبو داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي أجلى أقنى‏"‏ ولفظ أبي داود‏:‏ ‏"‏المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت قبله ظلما وجورا يكون سبع سنين‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يخرج المهدي في أمتي خمسا أو سبعا - شك أبو الجوري - قلنا‏:‏ أي شيء قال‏:‏ سنين، ثم ترسل السماء عليهم مدرارا ولا تدخر الأرض من نباتها شيئا، ويكون المال كردسا يجيء الرجل إليه فيقول يا مهدي أعطني أعطني فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمل‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد ومسلم‏:‏ يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يخرج في آخر الزمان خليفة يعطي الحق بغير عدد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن يكون عطاؤه حثيا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود عن علي رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلا منا يملؤها عدلا كما ملئت جورا‏"‏‏.‏

‏(‏يتبع‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏